كل شيء عن فيروس الكورونا Covid-19 !

كل ما تريد معرفته عن فيروس الكورونا المستجد

(الفيروسات التاجية) او كما تسمى (Corona Viruses) هي عائلة كبيرة من الفيروسات تسبب الأمراض للحيوانات كالثديات والطيور، اما في البشر فيمكن ان تسبب امراضا تتراوح شدتها على نطاق واسع.

(الفيروسات التاجية) وفقاً لشكلها فهي مغلفة من الخارج من غلاف بروتيني + غشاء للخلية وتحتوي في غلافها على بروتينات سكرية (Glycoproteins) مغمورة في طبقة ثنائية من الغشاء الدهني (Lipid Bilayer).

 تمت تسميتها بالفيروسات التاجية (Corona) لأن الفيروس يظهر في المجهر الإلكتروني كأنه يرتدي تاجاً تحت المجهر بسبب الفراغات التي تسببها البروتينات السكرية (Glycoproteins).

فيروسات الكورونا المكتشفة التي تؤثر على الإنسان:

يوجد هناك 7 أنواع مكتشفة من فيروسات الكورونا التي تؤثر على الإنسان

4 ذات الأعراض الطفيفة:

Human coronavirus OC43

Human coronavirus HKU1

Human coronavirus NL63

Human coronavirus 229E

3 ذات الأعراض الحادة:

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-COV) (Middle east respiratory syndrome)

متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (SARS-COV) (Sever acute respiratory syndrome)

متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد 2 (SARS-COV2)

وتمت تسمية الفيروس بـSARS-COV2 بينما المرض الذي يسببه الفيروس COVID-19، حيث: [CO= Corona VI= Virus D= Disease].

نشأة : Covid-19

الفيروسات التاجية بطبيعتها فيروسات خاصة للخفافيش (Natural Animal Reservoir) تمكنت من التحور (Mutation) بالشكل الكافي الذي يتيح لها الانتقال الى حيوان اخر (Cross-Species Transmission) يسمى بالمضيف المتوسط (Intermediate Host) ثم من المضيف المتوسط الى الانسان (Zoontic Transmission) يمر الفايروس بمراحل من التطور والطفرات قبل ان يصيب الإنسان ويسمى في المرض في هذه الحالة (Zoontic Disease).

كيف اصيب الإنسان بفيروس كورونا Covid-19؟

أصيب الإنسان بالفايروس بسبب السلوكيات السيئة في التعامل مع شتى أنواع الحيوانات بطرق غريبة وبدون اخذ اية احتياطات او مراعاة الجوانب الصحية والاخلاقيات الانسانية. و يؤدي هذا الى جعل الانسان عرضة للعدوى من الحيوانات.
وبالفعل حدث هذا في مدينة ووهان في الصين وتم وصف الصين بأنها قنبلة موقوتة للعديد من الفيروسات بسبب هذه السلوكيات التي يقوم بها مجموعة من الناس.

في سنة 2002 ظهر مرض الـ(SARS) في آسيا، حيث انتقل الفايروس من الخفافيش الى حيوان الزباد وكان هذا الحيوان المضيف المتوسط (INTERMEDIATE HOST) ومر الفايروس بمراحل تطور وطفرات حتى تسنى له ان ينتقل الى البشر ويصيبهم بالمرض، وكانت نسبة الوفاة بالنسبة لعدد المصابين بهذا المرض هي 10%.

في سنة 2012 ظهر مرض الـ(MERS) في الشرق الأوسط، انتقل الفايروس من الخفافيش الى الجمال، تطور الفايروس وأصاب الإنسان بالمرض، وكانت نسبة الوفاة بالنسبة لعدد المصابين بهذا المرض هي 34%.

والآن في ديسمبر من 2019 يظهر مرض (SARS-COV2) او كما تسميه WHO بـ(COVID-19) استناداً الى اخر التطورات العلمية يعتقد ان هذا الفايروس انتقل من الخفافيش الى حيوان آكل النمل الحرشفي (Pangolin) وكان المضيف المتوسط (INTERMEDIATE HOST)، ثم انتقل الفايروس للإنسان، نسبة الوفاة بالنسبة لعدد المصابين حتى اللحظة من نشر هذه المقالة هي 4.3%.

ويجب التنويه في هذه النقطة، ان انتقال الفيروسات من الحيوانات الى الإنسان ليس امراً سهلاً، لأن التركيبة الجينية مختلفة ومقعدة للغاية، ولكن يمكن لهذا الامر الحدوث في ظروف ملائمة، كالجمع بين الكثير من الحيوانات والبشر في مكان واحد ولمدة طويلة مما يسمح للفيروسات بتطوير طفرات تجعلها قادرة على الانتقال واصابة الإنسان.

هل فيروس الكورونا Covid19 مصنع مختبريا؟

أظهرت النتائج العلمية المنشورة في مجلة (Nature Medicine) ان الفايروس Covid-19 ما هو الا نتيجة للتطور الطبيعي، ولم يجد تحليل بيانات تسلسل الجينوم والفيروسات المتعلقة به أي دليل على ان الفايروس تم تخليقه او تم التعديل عليه جينياً.

ويقول أحد الأستاذة المشاركين في البحث "من خلال مقارنة بيانات تسلسل الجينوم المتاحة لسلالات الفيروس التاجي المعروفة، أمكننا أن نحدد بدقة أن Covid-19 نشأ جرّاء عمليات طبيعية ".

الدعامة الأساسية لـ Covid-19، فلو كان شخص ما يسعى إلى هندسة فيروس تاجي جديد كمُسبب للمرض، لكان قد أنشأه من الدعامة الأساسية لفايروس معروف، لكن العلماء وجدوا أن الدعامة الأساسية لـCovid-19 اختلفت اختلافًا كبيرًا عن تلك الموجودة في الفيروسات التاجية المعروفة أصلا والتي تشبه في الغالب الفيروسات الموجودة في الخفافيش وآكل النمل الحُرشفي.

وكذلك الطفرات في بروتين (RBD) من البروتين الشوكي (S-Spike) والدعامة الأساسية المميزة، يستبعدان المعالجة المختبرية كأصل محتمل لفيروس Covid-19.

وطرحت النتائج العلمية سيناريوهين تشرح فيها كيفية نشأة الفايروس والمراحل التي مر بها قبل ان يصيب الإنسان.

طرق انتقال فايروس الكورونا المستجد Covid-19 / SARS-COV2

ينتقل الفايروس عبر ذرات اللعاب (Droplets) (السعال والعطس)، وأيضا وجد الباحثون الحمض النووي للفايروس بفضلات المرضى (البراز) حتى بعد اختفائه من القناة التنفسية وهذا يسمح للفايروس بالانتقال من فضلات الأشخاص المصابين (Fecal-Oral Transmission).

 يمكن للفايروس ان يعيش في الهواء لمدة تصل أقصاها 3 ساعات حيث يمكن ان يتم استنشاقه من قبل أحد اخر في نفس المكان الذي انتشر فيه عبر عطاس الشخص المصاب، وأيضا لديه القدرة للعيش على الأسطح لبعض الساعات ويمكن ان ينتقل إذا قام أحدهم بلمس المكان الذي عليه الفايروس ثم نقله الى نسيجه المخاطي (Mucous Membrane) وهنا نقصد (العينين والأنف والفم).

بعد إصابة الإنسان بالفايروس سيدخل في فترة حضانة (المدة من اصابته بالمرض الى ظهور الأعراض) وهذه الفترة خالية من الأعراض مع ان الإنسان حامل للمرض (Asymptomatic)، ويمكن للإنسان ان ينقل العدوى خلال هذه الفترة.

[تحذر منظمة الصحة العالمية WHO من لمس منطقة (T) (The T zone) والتي تتمثل في العينين والأنف والفم قبل غسل اليدين جيداً بالماء والصابون].

كيف يؤثر فايروس Covid-19 على الإنسان؟

في حالة إصابة شخص ما بالعدوى بإحدى الطرق، يدخل الفايروس الى الجهاز التنفسي متجها الى الحويصلات الهوائية (Alveoli)، في داخل الحويصلة الهوائية يوجد نوعان من الخلايا (Type 1 & Type 2 pneumocytes)، النوع الأول خاص بتبادل الغازات، والنوع الثاني يقوم بتصنيع مواد خاصة للحويصلات الهوائية، يقوم الفايروس بالالتصاق بالنوع الثاني من الخلايا المسؤولة عن تصنيع الـ(Surfactant).

هذه الخلايا تحتوي على مستقبلات (Receptors) خاصة بإنزيم يسمى Angiotensin-converting enzyme 2 يقوم الفايروس بالاتصال بهذه المستقبلات عبر البروتينات السكرية (Glycoproteins) الخاصة به (S-Spike) ومن ثم يتم ابتلاعه داخل الخلية، ومن هنا نستطيع القول ان نقطة دخول الفايروس الى داخل خلية جسم الإنسان هي عبر هذه المستقبلات التي يمتلك الفايروس القدرة على استخدامها.

أظهرت احدى الدراسات الحديثة ان (Glycoprotein) الخاصة بالفايروس والمسماة (S-Spike) تحمل اثنين من نطاق ترابط المستقبلات (Receptors binding domains)، وهو نوع من الخطّاف القابض الذي يمسك بالخلايا المضيفة، وموقع الانقسام، وهو عبارة عن فتاحة علب جزيئية تسمح للفيروس بفتح شق ودخول الخلايا المضيفة، أحدهما موجه للأعلى والآخر للأسفل، وأثبتت هذه الدراسة بأن طريقة ارتباط الفايروس مع المستقبلات تختلف مع اي كورونا فايروس وجد من قبل وان هذا النوع الفرعي من الارتباطات مع مستقبلات (ACE2) لم يتم اكتشافه من قبل.

ووجد العلماء أن بروتين (RBD) من بروتينات Covid-19 الشوكية قد تطور ليستهدف بشكل فعال سمة جزيئية على السطح الخارجي للخلايا البشرية تسمى ACE2))، وهو مستقبل يشارك في تنظيم ضغط الدم، وقد كان البروتين الشوكي فعالاً للغاية في الارتباط بالخلايا البشرية، في الحقيقة، استنتج العلماء أنه نتج نتيجة للانتخاب الطبيعي ولم يكن نتاجاً عن الهندسة الوراثية.

كيف يتكاثر فيروس كورونا؟

 بعد ان يدخل الفايروس داخل خلية العائل (الإنسان المصاب)، يقوم بإطلاق المادة الوراثية الخاصة به (Positive Sense single stranded RNA) (+S SSRNA).

بمجرد إطلاق المادة الوراثية للفايروس داخل الخلية يمكنها التحكم في عمليات الخلية الحيوية، سيقوم الـ(RNA) باستخدام (Endoplasmic Reticulum) بتصنيع الريبوزوم (Ribosomes) وبدوره تصنيع بروتينات معقدة (Poly Proteins) يحتاج اليها الفايروس.

هذه عملية تسمى (Translation) وهي تحويل (MRNA) في هذه الحالة هو (+S SSRNA) الى بروتينات (Poly Proteins).

بعد صناعة هذه البروتينات يتم تكسيرها بمجموعة إنزيمات تسمى (Proteases) لغرض تصنيع مكونات الفايروس مثل (Nucleic Capsid, Spike proteins..etc) وانزيمات يحتاجها الفايروس.

ايضاً سيستخدم انزيم (RNA Dependent RNA polymerase enzyme) الذي يقوم بتصنيع المزيد من المادة الوراثية الخاصة بالفايروس.

الآن تمت صناعة كافة مكونات الفايروس (من حمض نووي وبروتينات...الخ) والخطوة القادمة هي تجميعها لتكوين فايروسات جديدة يتم ارسالها خارج الخلية، وهكذا يتكاثر الفايروس.

ستتضرر الخلية بسبب تكرار هذه العمليات التي تحدث داخلها وتفوق طاقتها وهي بالتأكيد عمليات غير طبيعية للخلية، مما سيدفع الخلية لإطلاق وسطاء التهابات (inflammatory mediators) التي ستجذب نوعين من الخلايا المناعية، الخلايا البلعمية (Macrophages)، والـ(Neutrophils).

الخلايا البلعمية (Macrophages):

يتم تحفيزها لافراز السيتوكينات (Cytokines) وهم (interleukin 1) و (interleukin 6) و (tumor necrotic factor alpha).

ستقوم هذه السيتوكينات بزيادة النفاذية بين مجرى الدم والحويصلة الهوائية عبر:

تقليص حجم الخلايا المبطنة (Endothelial Cells) وتوسيع عضلات الشعيرات الدموية (Smooth Muscles).

بسبب هذه النفاذية ستبدأ السوائل والبلازما الموجودة في الدم بالتسرب الى الفراغات الموجودة بين الخلايا (interstitial Edema) وبالتجمع حول الحويصلة الهوائية (Alveoles) مسببةً ضغطاً شديداً على الحويصلة، ونتيجة لهذا الضغط ستتسرب بعض السوائل وتتجمع داخل الحويصلة (Alveolar Edema)، مسببة انخفاض في تركيز الـ(Surfactant) داخل الحويصة وهذا يؤدي الى زيادة التوتر السطحي (Surface tension) وبالتالي زيادة في الضغط الانهياري للحويصلة (Collapsing pressure) وهذا سيؤدي في النهاية الى انهيار الحويصلة الهوائية (Collapse).

انهيار الحويصلات الهوائية سيسبب في تقليل نسبة تبادل الغازات وسيؤدي الى نقص مستوى الاكسجين في الدم (Hypoxemia) وهذا النقص من الأعراض الشائعة، في هذه الأثناء سيضطر الجسم الى زيادة عمل التنفس (Work of breathing) لتعويض النقص الناتج عن انهيار الحويصلات الهوائية المتضررة وأيضا محاولة إعادة فتح الحويصلات المنهارة والتغلب على الضغط المسلط من السوائل التي تحيط بالحويصلة، والزيادة في عمل التنفس (Work of breathing) من الأعراض الشائعة.

وعند زيادة افراز السيتوكينات (Cytokines) بكميات كبيرة الـ(Interleukin 1) و(Interleukin 6) و(tumor necrotic factor alpha) ستنتقل مع الدم الى الجهاز العصبي المركزي وتحديداً الى تحت المهاد (Hypothalamus) التي تتحكم بحرارة الجسم وتحفيزها لإفراز (Prostaglandins) مثل (PG2) الذي بدوره سيؤدي الى زيادة في درجة حرارة الجسم مفتعلا حمى (Fever)، وهذه الحمى هي من اكثر الأعراض الشائعة لهذا المرض.

الـ(Neutrophils):

ستحاول هذه الخلايا القضاء على الفايروس بإفراز مواد كيميائية متفاعلة تحتوي على الأكسجين (Reactive oxygen species) وانزيمات (Proteases)، ربما سيتم القضاء على القليل من الفايروس بهذه الطريقة لكن ستتضرر خلايا الحويصلة الهوائية (كلا النوع الأول والثاني) وهذا الضرر سيؤدي الى دمارها وتوقف عملهما (تبادل الغازات للنوع الأول، وصناعة الـ(Surfactant) للنوع الثاني)، مما سيؤدي الى زيادة التوتر السطحي وانهيار الحويصلة.

ستمتلئ الحويصلة ببقايا الخلايا المدمرة والكثير من عوامل الالتهابات والخلايا البلعمية (Macrophages) وخلايا (Neutrophils) والكثير من السوائل مما سيؤدي الى التكثف الرئوي (Lung consolidation)، هذا التكثف الرئوي سيعيق عملية تبادل الغازات وسيؤدي الى نقص مستوى الأكسجين في الدم (Hypoxemia)، وهذا التكثف الرئوي سيؤدي الى السعال وهو من الأعراض الشائعة.

النقص في مستوى الأكسجين (Hypoxemia) الذي ينشئ من انهيار الحويصلات الهوائية (Collapse) والتكثف الرئوي (Lung consolidation) سيحفز المستقبلات الكيميائية (Chemoreceptors) التي تستشعر النقص في تركيز الأكسجين وبدورها ستحفز الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system) الذي سيزيد من معدل ضربات القلب (Heart rate) ومعدل التنفس، والزيادة من معدل ضربات القلب والتنفس من الأعراض الشائعة.

زيادة الالتهابات في الرئة يؤدي الى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) وعند انتشار الالتهابات في الدم ستؤدي الى متلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية (SIRS)، حيث ستزيد الالتهابات نفاذية الأوعية الدموية في الدورة الدموية (Vasodilation) وبهذا ستتسرب السوائل في الفراغات (interstitial Spaces) وسيقل حجم الدم وستقل المقاومة الوعائية (Vascular resistance) وبالتالي سينخفض ضغط الدم بشكل كبير (Hypotensive) ما يسمى بالصدمة الإنتنائية (Septic shock) وبسبب انخفاض ضغط الدم سيقل ضخ الدم الى الكثير من الأعضاء داخل الجسم مسبباً متلازمة الاختلال العضوي المتعدد (Multi organs system failure “MODS”).

بسبب قلة ضخ الدم للكليتين، سيرتفع معدل الكرياتينين (Creatinine) ونيتروجين يوريا الدم (Blood urine nitrogen) في الدم لأن الكليتين لم تحصلا على الدم الكافي لتأدية عملهما (تلف الكلى – (Kidney Damage.

بسبب قلة ضخ الدم للكبد، سيرتفع مستوى انزيمات الكبد في الدم (AST),(ALT) وايضاً (Billy)، وسيبدأ الكبد بإفراز بروتينات الطور الحاد (Acute phase reactive proteins) مثل (CRP) و(Fibrinogen) و(interleukin 6).

أخيرا، ستؤدي كل هذه الالتهابات ومضاعفات متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) من فشل متعدد في الكثير من الأعضاء (MODS) الى الموت.

ملاحظة: تختلف ردة فعل الجهاز المناعي من شخص الى آخر، الكثير من المرضى تغلبوا على المرض بسبب قضاء جهازهم المناعي على الفايروس من اللحظات الأولى للالتهابات، ولكن إذا لم يتم القضاء على الفايروس وزادت حدة الالتهابات ستتفاقم الحالة الى الأسوأ مثلما هو مذكور.

كيف يتم تشخيص Covid-19؟

الأعراض الشائعة التي يتسبب بها المرض:

] الحمى، السعال، ضيق في التنفس "الزيادة في عمل التنفس"، نقص مستوى الأكسجين، الزيادة في معدل ضربات القلب، الزيادة في معدل التنفس [.

أحيانا يظهر على بعض المرضى اعراض اقل شيوعاً تتمثل في:

 (Upper respiratory infection Symptoms) (سيلان الأنف) – (احتقان بالأنف) – (التهاب بالحلق).

(Digestive Symptoms) (الغثيان) – (التقيؤ) – (الإسهال).

كما سنلاحظ أيضاً في الدم نتيجة للالتهابات:

نقص في الكريات اللمفاوية (lymphopenia) – ارتفاع في مستوى (ALT),(AST),(Billy) – ارتفاع في مستوى (Blood urine nitrogen),(Creatinine) – ارتفاع في (Interleukin 6) – وارتفاع عوامل أخرى (CRP),(ESR),(LDH),(D-Dimer), .

"تتفاوت وتختلف هذه النسب من مريض الى اخر وفقاً الى حدة الالتهابات وردة فعل الجهاز المناعي".

التحاليل والأشعة التي يمكنها تحديد الفايروس:

حتى اللحظة، أكثر طريقة حساسة بنسبة (95%) يمكن الكشف بها عن الفايروس هي الأشعة المقطعية (CT-Scan)، حيث تظهر الأشعة المقطعية الفايروس بمجرد ظهور الأعراض على المريض، لكنها ليست محددة لفايروس (Covid-19) فيمكن للإنفلونزا ان تظهر نتائج مقاربة جدا لفايروس (Covid-19) باستخدام الأشعة المقطعية.

يمكن اجراء تحليل الكشف عن الإنفلونزا (Nasopharyngeal swab) حتى يتم اقصائها من قائمة الاحتمالات، في حالة وجود تشابه في الأشعة المقطعية.

يمكن استخدام تفاعل البوليميراز المتسلسل التسلسلي (RT-PCR) وهذا التفاعل حساس بنسبة (%30-80%)، بسبب قلة حساسية هذا التفاعل يجب إعادته أكثر من مرة.

يمكن استخدام طرق أخرى مثل: (X-RAY) – (Ultra Sound) – (Nasopharyngeal Swab).

الأدوية وطرق العلاج المستخدمة لمجابهة Covid-19:

حتى اللحظة من نشر هذه المقالة، لا يوجد دواء او لقاح او مصل خاص بفيروس الكورونا Covid-19، لكن يتم استخدام طرق وادوية اثبتت فعاليتها في التغلب على هذا المرض.

لمحاربة الحمى:

المحاليل الوريدية (IV Fluid) لأن الحمى بدورها تؤدي الى الجفاف (Dehydration) ولكن يجب الحذر في الكمية المعطاة "بشكل مقتصد" حتى لا نتسبب في زيادة السوائل داخل رئتي المريض، ايضاً استخدام الـ(Paracetamol) لخفض درجة حرارة المريض.

لمحاربة (ARDS):

باستخدام أجهزة التنفس الميكانيكية (Mechanical ventilation) لمساعدة المرضى على التنفس، أيضا وضع المريض في (Prone position) سيساعدهم على التنفس بشكل أفضل.

عقار Remdesivir:

تم استخدام هذا العقار في علاج فايروس الإيبولا، ومن ثم أظهرت الأبحاث العلمية انه فعال في مجابهة (SARS),(MERS)، يعمل هذا العقار على تثبيط انزيم (RNA dependent RNA polymerase) مما سيمنع تصنيع المزيد من المادة الوراثية الخاصة بفايروس Covid-19، وهذا يعني لا مزيد من الفايروس.

عقار Hydroxy Chloroquine/Chloroquine:

تم استخدام كلا العقارين في علاج الملاريا، طريقة عملهما تقتصر على تثبيط عملية دخول الفايروس الى الخلية "عن طريق زيادة PH)) الخلايا وهكذا تتباطأ كافة عمليات الفايروس داخل الخلايا، ايضاً زيادة القلوية ستؤثر على قدرة الفايروس على التعرف على المستقبلات الخاصة بـ”ACE2” ما يعني عدم إعطاء الفرصة للفايروس بأداء أي من عملياته.

عقار Ritonavir:

يستخدم هذا العقار مع عقارات أخرى في مكافحة فايروس نقص المناعة (HIV)، استخدام جرعة منخفضة من هذا العقار تعمل كمثبط لإنزيمات (Proteases) التي يستخدمها الفايروس لتكسير البروتينات المتعددة التي قام بصنعها منها الى مكوناته.

عقار Tocilizumab:

يستخدم هذا العقار في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) والالتهاب المفصلي اليفعي الجهازي مجهول السبب (Systemic juvenile idiopathic arthritis)، يقوم هذا العقار بمنع (Interleukin 6) مما يؤدي في انخفاض شديد في ردة فعل الجهاز المناعي.

لقاح Covid-19:

اللقاحات تساعد الجهاز المناعي للحصول على نوع من المناعة ضد الفايروس، للأسف لا يوجد أي لقاح لفايروس Covid-19 حتى الآن، ومن المستبعد الحصول عليه قبل عام 2021.

المسبب للوفاة هي ردة فعل الجهاز المناعي (Cytokines Storm) واكثرهم خطرة (Interleukin 6)، وعوامل الالتهابات (Inflammatory mediators)، وبدورها تؤدي الى مضاعفات الـ(ARDS)، لهذا السبب نستخدم عقاقير لمنع (Interleukin 6) مثل (Tocilizumab) لتخفيف ردة فعل الجهاز المناعي ومضاعفاتها.

يتم اجراء تحليلات معينة لمعرفة حالة المريض، وعندما يظهر ان المريض بدأ في طور (Cytokines Storm) يتم المباشرة بإعطائه الأدوية

ملاحظة: لا تستعمل هذه الأدوية في بداية ظهور الأعراض، لأن عن طريق جهاز المناعة الكثير من المرضى يتجاوزون المرض بأعراض انفلونزا عادية واعطائهم هذه الأدوية في بداية ظهور الأعراض سيثبط عمل الجهاز المناعي.

للكثير من العقارات التي تم ذكرها اعراض جانبية ومضاعفات خطيرة، هذه العقارات لازالت تحت التجربة بغض النظر عن النتائج الأولية المبشرة.

يمنع منعاً باتا استخدام أي نوع من هذه العقارات بدون إشراف طبيب مختص، ويمنع منعاً باتاً استخدامها للوقاية لأنها غير فعالة في هذه الحالة ولها اضرار كبيرة.

الأكثر عرضة للتأثر بفايروس Covid-19:

أصحاب الأمراض المزمنة وفيروس الكورونا Covid-19:

مرضى القلب والأوعية الدموية، حيث ترتفع نسبة الوفاة بقدر 10.6%.

مرضى داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، حيث ترتفع نسبة الوفاة بقدر 7.3%.

مرضى داء السكري (Diabetes) النوع الأول كان ام الثاني، حيث ترتفع نسبة الوفاة بقدر 6.3%.

مرضى السرطان، حيث ترتفع نسبة الوفاة بقدر 5.6%.

العمر وفيروس الكورونا Covid-19:

نسبة الوفاة بالنسبة للمرضى الذين هم اقل من 20 سنة، اقل من 1% (0.1%).

نسبة الوفاة بالنسبة للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين:

 20-29، اقل من 1% (0.7%).

30-39، (1.8%) تقريبا.

40-49، (3.7%) تقريبا.

50-59، (12.7%) تقريبا.

60-69، (30.2%) تقريبا.

70-79، (30.5%) تقريبا.

نسبة الوفاة بالنسبة للمرضى الذين هم أكثر من 80 سنة، أكثر من 14%.

"يصيب الفايروس الجنسين من شتى الأعمار ولكن نلاحظ انه كلما زاد عمر المصاب كلما زادت نسبة الوفاة، لكن هذا لا يعني ان الفايروس لا يصيب او لا يؤثر على من هم أصغر سناً، لكن الأعراض تكون أكثر حدة عند الأكبر سنا."

الأطفال (تحت 19 سنة) عرضة للإصابة بالفايروس ولكن الأعراض تكون اقل حدة من غيرهم "غير قاتلة في اغلب الحالات التي سجلت"، والسبب غير معروف، بعض الدراسات تقول ان مستقبلات (ACE2) في الجهاز التنفسي اقل بكثير من الإنسان البالغ، لازالت الكثير من الدراسات تجرى حول هذا الموضوع لكن في هذه الأثناء تؤكد منظمة الصحة العالمية (WHO) عن خطورة نقل الأطفال للفايروس حيث يمكنهم ان يصابوا به ونقله للناس من حولهم بدون ان تظهر عليهم الأعراض.

Covid-1فيروس الكورونا 9 وفصيلة الدم:

اثبتت دراسات حديثة أجريت على المرضى في الصين، ان المرضى الحاملين فصيلة دم A هم أكثر عرضة لتطور اعراض حادة وطلب رعاية صحية، بينما كان الحاملين لفصيلة O هم الأقل عرضة لتطور اعراض حادة والاقل طلبا للرعاية الصحية.

المدخنين وفيروس الكورونا Covid-19:

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن المدخنين أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالفايروس بسبب الحركات التي يقوم بها المدخن من لمس لمنطقة الفم، ويعاني المدخنين من مشاكل جدية في الرئتين والى سعة (Lung Capacity) اقل من سعة الإنسان الطبيعي مما سيزيد من نسبة تطور مضاعفات خطيرة،

الاحتياطات وطرق الوقاية من الإصابة بفايروس Covid-19:

اهم الطرق وأكثرها فعالية هي الحجر الصحي، التزامك بالبقاء في المنزل لا يعرضك للتعامل مع اشخاص قد يكونوا مصابين وهكذا تحمي نفسك وعائلتك من الإصابة بالمرض.

وايضاً، إذا كنت مصاباً وظهرت عليك الأعراض بهذه الطريقة ستحمي غيرك من الإصابة وستلاحظ التطور الذي يطرأ على اعراضك مما يسمح لك باكتشاف المرض مبكرا والسعي لطلب الرعاية الصحية.

وإذا توجب عليك الخروج للضروريات، تجنب التجمعات والأماكن المزدحمة مع الحرص على إبقاء مسافة بينك وبين الناس واستعمال طرق الوقاية من ارتداء كمامات وغيره.

ويجب عليك غسل اليدين بالماء والصابون جيدا، او استعمال كمية مناسبة من الكحول وفرك اليدين بقوة "كما تفعل عند غسلهما بالماء والصابون"، كذلك، تجنب ملامسة الأسطح، وتجنب المصافحة، ولا تلمس عينيك او انفك او فمك.

كيف يقضي الصابون والكحول على فيروس الكورونا؟

استخدام الماء والصابون لغسل اليدين:

للصابون جزئيات ذات اتجاهين، جهة محبة للماء (Hydrophilic)، وجهة محبة للدهون (Lipophilic)، مما يجعله ثنائي الألفة (Amphipathic)، فعندما تغسل يديك بالماء والصابون تقوم جزيئات الصابون المحبة للدهون بالالتصاق بغشاء الفيروس، حتى يحدث هذا التفاعل يجب عليك على الأقل غسل اليدين لمدة 20 ثانية بعد ذلك عند تسليط الماء على اليدين يقوم الماء بجذب الجزيئات المحبة للماء من الصابون وبالتالي جذب الجزيئات المحبة للدهون وغشاء الفيروس معها ليتفكك الفيروس وتخرج محتوياته وتتدفق مع الماء.

استخدام الكحول لتعقيم اليدين:

 يجب ان يكون تركيز الكحول يتراوح بين 40% و70% والأفضل هي نسبة (60% كحول 40% ماء) بحيث يقوم الكحول بتثبيط بروتينات الفايروس وتحليلها وسوف تنكشف بروتينات الفايروس وتلتصق ببعضها البعض (It unfolds and inactivates their proteins “Denaturation”)

استخدام نسب عالية من الكحول لن يكون ذا فائدة، لان عملية تكسير البروتينات تكون فعالة أكثر عندما تكون نسب معقولة من الماء مصاحبة للكحول، والكحول النقي سيتبخر قبل ان يقوم بالقضاء على الفايروس هذا غير انه سيقوم بتجفيف البشرة ويعرضها للالتهاب.

وليس كما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي "ان الفايروس يقوم بابتلاع الماء لأداء عملياته الحيوية فيبتلع معه بعضا من الكحول ويقع في الفخ ويقوم الكحول بتفتيت الفايروس من الداخل"، هذه العملية تحديث في الجراثيم (البكتيريا)، (Covid-19) من الفيروسات والفيروسات غير حية بمعنى انها لا تؤدي وظائف حيوية خارج العائل وهي قادرة على صنع المزيد من النسخ داخل العائل فقط، ولهذا السبب (Covid-19) لن يستخدم الماء الموجود مع الكحول للدخول داخل الخلية ويفتته، فالغشاء الدهني سيتفتت بتأثير الكحول فقط (Denaturation).

ختاماً، قال تعالى:

جهاد مالك، طالب بكلية الطب البشري جامعة طرابلس.
26 - 3 - 2020.

المراجع:

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28